خلص منتخب مصر القدير بدرجة امتياز القديم والجديد من نظيره الجزائري وأطاح بهم من المربع الذهبي لأنجولا 2010 وصعد علي حسابهم لنهائي البطولة الأفريقية لملاقاة غانا يوم الأحد.
وخلّص منتخبنا القديم والجديد ليس لأنه هزم الجزائر فقط ولكن لأن نجوم الفراعنة تلاعبوا بمنتخب الخضر واكتسحوهم برباعية تاريخية وبأداء راق للغاية يؤكد المسيرة السليمة لفريقنا نحو تحقيق انجاز تاريخي بالحصول علي اللقب الأفريقي للمرة الثالثة علي التوالي والسابعة في تاريخه وهو ما لم يحققه أي منتخب أفريقي من قبل وسيكون من الصعب علي منتخب أساسا الوصول إليه إذا ما تحقق لنا بعد غد ان شاء الله.
رباعية الفراعنة جاءت جميلة وملعوبة اسقطت غرور الجزائريين وأظهرت انهم مازالوا في "كي جي وان" بالنسبة لمنتخبنا الكبير وان خسارة أم درمان لم تكن إلا لأسباب معروفة للجميع.
وللحقيقة فإن شحاتة ورجاله تعاملوا مع المباراة بهدوء وثبات شديد واستطاعوا وضع المنتخب الجزائري في حجمه الطبيعي منذ اللحظات الأولي للمباراة.
وكان بامكان الفراعنة الخروج فائزين بأكثر من أربعة أهداف لولا اللجوء الي الاستعراض في اللعب خاصة بعد طرد نذير بلحاج في الشوط الثاني.
وكان كل لاعبينا نجوماً فوق العادة وبالأخص محمد زيدان وأحمد المحمدي وعماد متعب قبل استبداله وهذا الثلاثي كان له الدور الأكبر في تحقيق الفوز التاريخي ومعهم كالمعتاد مكوك وسط الملعب أحمد فتحي.
جاءت تغييرات حسن شحاتة في المباراة سليمة وموفقة تماماً حتي عندما خرج متعب مصاباً لم يستبدله بمهاجم وإنما بلاعب وسط هو حسام غالي وأطلق حسني عبد ربه في الجانب الهجومي مدعماً احمد حسن وزيدان وأيضاً ناجي جدو وعبد الشافي وكلاهما سجل اسمه في التاريخ الكروي المصري بجدارة.
أما الجزائريون فظهروا لا حول لهم ولا قوة وكانوا تائهين في الملعب حتي قبل تعرض منتخبهم للنقصان بسبب حالات الطرد لذا استحقوا الخسارة وبفضيحة كروية بجدارة.
يستحق الحكم البنيني كوفي كودجا الاشادة والتصفيق لجرأته وشجاعته في طرد ثلاثة لاعبين من منتخب الجزائر استحقوا الطرد بالفعل لتعمدهم العنف والإيذاء وهذه الحالات الثلاث أوضحت اعتماد الخضر علي العنف وإيذاء المنافس وارهابه في الملعب بهذه الطريقة أكثر من أي شئ آخر وهو ما كشف حقيقة هذا المنتخب.
وعن أحداث الشوط الأول فقد وضح منذ بدايته التفوق المصري علي الجزائريين من خلال الضغط الجيد للاعبين في كل مكان بالملعب.
وشهدت الدقيقة الثالثة أول تهديد للمرمي الجزائري عن طريق عرضية أحمد المحمدي لكنها لم تستثمر لعدم وجود متابع.
فرض منتخبنا سيطرته التامة تقريباً علي المباراة لاسيما مع تفوق ثلاثي الوسط أحمد فتحي وأحمد حسن وحسني عبد ربه في منطقة المناورات بوسط الملعب إلي جانب تنوع الهجمات المصرية من علي الجانبين الأيمن والأيسر وان كان أحمد المحمدي الأكثر نشاطاً وأرهق الدفاع الجزائري كثيراً.
وضاعت أول فرصة حقيقية لهز شباك الحارس شاوشي من عماد متعب الذي تلقي كرة رائعة من المتألق في هذه المباراة محمد زيدان ليسدد متعب مباشرة ولكن يخرجها شاوشي بصعوبة لضربة ركنية.
لم يتوقف الضغط الهجومي المصري والذي اجبر الجزائريين علي التراجع للدفاع واخترق سيد معوض الذي بدأ نشاطه يتزايد هجومياً في آخر 15 دقيقة.
وتقدم معوض وسدد بقوة بجوار القائم الأيسر وحاول متعب اللحاق بها في الطريق لكن الكرة سبقته.
رفض لاعبونا انهاء الشوط الأول دون احراز هدف خاصة وأنهم الأفضل من جميع الجوانب وبالفعل نجح عماد متعب المجتهد جداً في الحصول علي ضربة جزاء سليمة مائة بالمائة بعدما تلقي الكرة امام خط الثمانية عشر وانطلق مخترقاً منطقة الجزاء فلم يجد المدافع رفيق حليش سوي عرقلته حتي يمنعه من احراز الهدف.
لم يتردد الحكم البنيني كوفي كودجا في احتساب ضربة جزاء بالدقيقة 36 ومنح حليش الانذار الثاني ليضرب منتخبنا عصفورين بحجر واحد ضربة جزاء وطرد حليش.
ويتصدي حسني عبد ربه لضربة الجزاء ويضحك علي شاوشي بأن خدعه في التسديد لتسكن الكرة شباكه ويعترض شاوشي بصورة سيئة علي كوفي كودجا ويضربه بجبهته بوضوح ويحصل علي انذار فقط بينما هو يستحق الطرد.
يكمل الجزائريون المباراة بعشرة لاعبين ويواصل فريقنا سيطرته وفرض أسلوب لعبه علي منافسه الذي بدأ يفيق بعد الهدف ولكن يمر الوقت المتبقي من هذا الشوط دون أي جديد وينتهي بتقدم مصر 1/صفر.
الشوط الثاني
بداية هادئة نسبياً في الشوط الثاني خلال الدقائق الخمس الأولي والتي لم تشهد سوي اجراء حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا تغييرا اضطرارياً بسحب عماد متعب المصاب والدفع بلاعب الوسط حسام غالي.
يتقدم محمد زيدان ويصبح مهاجماً صريحاً بعد خروج عماد متعب ويلعب خلفه الثنائي أحمد حسن وحسني عبد ربه الذي يميل للناحية اليسري لمساندة سيد معوض فيما يلعب حسام غالي بجوار أحمد فتحي في الوسط.
ينشط المنتخب الجزائري بصورة واضحة خاصة مع عدم وجود فاعلية هجومية للفراعنة علي مرمي شاوشي.
وشط الصحوة الجزائرية يمرر حسني عبد ربه الكرة إلي سيد معوض القادم من الخلف الي داخل منطقة الجزاء فيسدد معوض ولكن كرته تخرج بجوار القائم الأيمن.
يدفع حسن شحاتة بثاني أوراقه وينزل جدو بدلاً من محمود فتح الله لينشط الهجوم النائم من جهة وخوفاً من تعرض محمود فتح الله للطرد لانه حصل علي انذار.
ينقذ عصام الحضري في أول ظهور حقيقي مرمي الفراعنة من هدف مؤكد عندما تصدي لتسديدة حسن يبدا من ضربة حرة مباشرة وحولها لضربة ركنية.
يرد منتخبنا ويضيع هدفاً مؤكداً بعد سلسلة تمريرات داخل منطقة الجزاء حتي تصل إلي حسني عبد ربه فيسدد أعلي العارضة.
بعد مرور 20 دقيقة يتوج زيدان النجم جهوده ويسجل واحداً من أجمل الأهداف في البطولة عندما تلقي الكرة وراوغ ببراعة المدافع الجزائري وسدد في شباك شاوشي الذي شاهد الهدف مثل الجماهير.
يجري رابح سعدان المدير الفني للجزائر تغييراً ويدفع باللاعب عبد القادر لافاوي بدلاً من مراد مغني لتأمين دفاعاته حتي لا يتجدد اهتزاز شباكه بعد هدفي الفراعنة.
لم يمر أكثر من خمس دقائق بعد الهدف الثاني إلا ويحدث الحكم كوفي كودجا انقلاباً جديداً في المباراة بطرده للاعب نذير بلحاج وهو مستحق تماماً بعدما تدخل بعنف مع أحمد المحمدي قاصداً إيذاءه بعدما فشل كثيراً في ايقاف هذا المحرك البشري.
وينقص المنتخب الجزائري لاعباً ثانياً عن استحقاق وتصبح السيطرة مصرية تماماً وينتظر الجميع زيادة حصيلة الأهداف ويخرج كريم مطمور لاعب الوسط المهاجم وينزل عبدون المدافع.
كاد أحمد حسن يسجل الهدف الثالث باختراقه لمنطقة الجزاء من الجهة اليمني ويسدد بقوة ولكن كرته تخرج بجوار القائم.
يسحب حسن شحاتة في تغييره الثالث سيد معوض المجهد ومع اقتراب الشوط الثاني من نهايته في الدقيقة 77 وينزل محمد عبد الشافي.
دقيقتان فقط احتاجهما محمد عبد الشافي ليكافئ مدربه حسن شحاتة ويسجل هدف الاطمئنان وتأكيد الصعود للمباراة النهائية.
والهدف الثالث كان حكاية بالفعل فقبل ان تصل تمريرة الثعلب محمد زيدان الماكرة إلي عبد الشافي سارت الكرة بين أقدام نجوم الفراعنة 30 تمريرة في منتصف ملعب الجزائر التائهين وكان الختام عند قدم زيدان ليغمزها الي عبد الشافي القادم من الخلف ويضعها ببراعة في مرمي شاوشي لتتبخر آمال منتخب الخضر نهائياً رغم محاولات لاعبيه الظهور بمظهر أصحاب الأعصاب الثابتة خلال اللقاء بعدما هربت المباراة من بين أيديهم.
يتلاعب نجومنا بالمنافس ويتبادلون تمرير الكرة في مشهد أقرب للسخرية من الجزائريين الذين لا حول لهم ولا قوة داخل الملعب والذين رفعوا الراية البيضاء واستسلموا تماماً للمصريين.
قبل النهاية بخمس دقائق يصحح كوفي كودجا أوضاعه مع الحارس شاوشي ويمنحه البطاقة الحمراء والتي تأخرت كثيراً منذ حاول شاوشي الاعتداء عليه في الشوط الأول فيطرده لتعمده إيذاء لاعبنا محمد ناجي جدو.
ويستكمل منتخب الخضر المباراة بثمانية لاعبين بعد طرد ثلاثة لاعبين من صفوفه وكان طردهم مستحقاً بلا أدني شك.
يأبي محمد ناجي جدو النجم القادم بقوة ان تنتهي المباراة دون ان يهز الشباك كما عودنا ونجح في اضافة الهدف الرابع في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع في شباك الحارس البديل الذي لعب بدلاً من المهاجم عبد القادر غزال لينهي الفراعنة المباراة بأربعة أهداف تاريخية تصعد بالفريق للنهائي الأفريقي.
الجمعة يناير 29, 2010 4:34 pm
