نتفق جميعا بأن الحكم في النهاية هو بشر قد يخطئ, وقد يصيب, لكن الأخطاء تكون مقبولة عندما لا تؤثر علي نتيجة مباراة, وعندما لا تضيع هذه الأخطاء علي جهد وعرق مشوار طويل سواء علي مستوي الأندية التي تشارك في البطولات الدولية الكبري التي عادة ماتكون أغلب مبارياتها مصيرية, خاصة إذا شاركت في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية أو مونديال كأس العالم.
ولا تبدو هناك مباراة هامة ومصيرية في التاريخ القريب مثل مباراة الغد, حيث لم يتبق علي مستوي القارة الافريقية سوي بطاقة واحدة تتأرجح بين المنتخب الوطني ونظيره الجزائري.
المشوار الذي قطعه المنتخب منذ ان انطلقت التصفيات التمهيدية كان طويلا وصولا للموقعة التاريخية يوم السبت الماضي, واللعب مباراة فاصلة, ولهذا لا نريد أن يذهب هذا المجهود هباد من أخطاء تحكيمية ساذجة أو مقصودة ويتبخر الحلم المصري ويتحول الي سراب بصافرة حكم.
قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا باسناد المباراة الفاصلة كان بمثابة صدمة كبيرة للشارع الرياضي المصري, ورغم ان هناك تحفظات علي الحكم الدولي ايدي مابيه من جزيرة سيشل واختياره لمباراة هامة هي حديث الوطن العربي, إلا أن هذا الاختيار قد لا يكون موفقا من جانب الفيفا خاصة أن ايدي ماييه كان من المفترض ان يتم ايقافه مدي الحياة بعد ان ادار مباراة العودة بين الإسماعيلي وانيمبا النيجيري والتي انتهت بفوز الاسماعيلي بهدف أحرزه حسني عبدربه من ضربة جزاء ورغم هذا الفوز لم يحرز الإسماعيلي كأس دوري أبطال إفريقيا عام2003 بعد ان خسر في لقاء الذهاب بنيجيريا بهدفين نظيفين.
هذا الحكم ايدي ماييه أشعل ثورة الغضب في الإسماعيلي بسبب قراراته الخاطئة التي أصدرها مع سبق الاصرار والترصد ليمنح بطل نيجيريا كأس البطولة الافريقية, والتي كان الأجدر بها الإسماعيلي, وقد نوه الدكتور علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة السابق في مقال نشره الأهرام يوم السبت الماضي عندما أشار بالحرف الواحد: أذكر أنني مرة سلمت كأس بطولة دوري أندية أبطال إفريقيا الي نادي انيمبا النيجيري في مدينة الإسماعيلية أمام ستاد خال تماما من الجمهور, وفي حراسة الشرطة بعد أن انتابت أغلب الحاضرين ثورة عارمة من الغضب ضد سلوك الحكم المتواطئ مع الفريق النيجيري, وإزاء الموقف الذي وضعنا فيه الفيفا لا نجد أمامنا سوي ان ننصح لاعبينا بألا يستجيبوا لأي استفزاز من جانب الحكم, ومن الواجب علي الفيفا الذي راقب المباراة الأخيرة في القاهرة أن يرسل مراقبين للسودان لمراقبة الحكم.