المقدمة
ترجع جذور لعبة الكاراتيه – الذي يعد أكثر الفنون القتالية شيوعاً وانتشاراً في العالم – إلى الحضارات الصينية واليابانية القديمة، وقد أصبح فن الكاراتيه في الوقت الحالي وسيلة فعالة للقتال الحر باليد المجرة من السلاح ، ويعتمد الكاراتيه على استخدام القدم واليد والركبة والمرفق كأسلحة طبيعية في عمليتي الهجوم والدفاع عن النفس ، والكاراتيه من أكثر الفنون القتالية تطوراً حيث يتم إضافة الجديد دائماً في المهارات الأساسية والقتالية ، ويعتمد لعبة الكاراتيه على الأداء الإبداعي المحكم للحركات القتالية وعلى رشاقة وقوة الجسم .
--------------------------------------------------------------------------------
الكاراتيه
نشأت لعبة الكاراتيه كفن يعلم طرق الدفاع عن النفس بالاستفادة من القدرات الجسدية حتى تهيئ الشخص للاستعداد الدائم لمقابلة عدوه ، و تمارس الكاراتيه من قبل البعض فنا جسمانيا ويمارس كبار السن للحفاظ على مرونة أجسامهم ، وتمارس بعض الفتيات لاكتساب الرشاقة واللياقة البدنية ... وعلى أية حال ليست الحركات التي يطبقها لاعبوا الكاراتيه أعمال خارقة أو مستحيلة وإنما هي نتيجة لتدريبات مكثفة ومتواصلة يحتاج متعلمها إلى الصبر و العزيمة للوصول إلى مراحل متقدمة من الدقة و المرونة و القوة في توجيه الضربات ، ويلزم من لاعب الكاراتيه التدرب بانتظام وبذل التركيز و السعي لتطبيق كل حركة بشكلها الصحيح كما يراها تماما المدرب .
وعلى الرغم من كل ما يبدو على هذه الرياضة من الصعوبة ومشقة إلا أن طريقها يتسم بالمتعة والإثارة والشعور بقوة الشخصية .. يقول بعض اللاعبين الذين قطعوا شوطا طويلا من التدريب : ( حينما تبدأ المنافسة القتالية تشعر وكأن شخصا آخر يقاتل في أعماقك وسرعان ما يتحول هذا الشخص إلى قوة جبارة تملأ العقل والكيان وبالتالي يتحقق الفوز ) .
تشتمل الكاراتيه على أساليب هجومية وأخرى دفاعية.. فيحتاج اللاعب إلى دفع خصمه باليد والقدم والذراع والركل بالأرجل وجميعها أساليب هجومية تقابل بأخرى دفاعية، حركات الكاراتيه الأساسية هي اللكم والضرب والركل والدفاع.
ومن المثل العليا التي تعلم اللاعبين هي : ( الشخصية ، و الإخلاص ، و المثابرة ، وآداب المعاشرة ، و التحكم بالنفس ) ، وتناسب لعبة الكاراتيه جميع الناس بسائر أعمارهم و أحجامهم لذا فقد اختيرت لعبة أساسية للدفاع عن النفس في معظم جيوش العالم .
ولاعب الكاراتيه لا يخضع لنظام غذائي معين بعكس الكثير من أنواع الرياضات الأخرى التي تحتاج إلى وجبات محدد في أوقات معينة لأن لاعب الكاراتيه يحرق كميات كبير من السعرات الحرارية أثناء التدريب.
--------------------------------------------------------------------------------
تاريخ الكاراتيه
يرجع تاريخ الكاراتيه لأكثر من ألف عام مضت ، إذ ترجع جذوره – على الأرجح – إلى فنون قتالية صينية عرفت باسم ( كيمبو ، شاولين زو ، الجوجيتسو ) ، فقد انتقلت هذه الفنون عن طريق التجار و رجال الدين من الصين إلى سلسلة جزر أوكيناوا الموجودة بين اليابان وتايوان في بحر الصين الشرقي أثناء الحكم الإقطاعي الصيني لها ، ولأن استخدام الأسلحة كانت محظورة في تلك الجزر أصبحت فنون القتال اليدوي ( اليد الخالية ) هي الوسيلة الوحيدة للدفاع عن النفس .
وقد تتلمذ ( جيشن فوناكوشي ) مؤسس لعبة الكاراتيه الحديث – الذي كان يعمل معلماً – على أيدي ( إيتوسو و أزاتو ) اللذين كانا كبار أساتذة الكاراتيه في جزيرة أوكيناوا في تلك الفترة .
وفي عام 1920م وجهت وزارة التعليم اليابانية الدعوة للسيد فوناكوشي لعرض فن الكاراتيه في طوكيو ، وقد أعجب كثيراً الشعب الياباني بهذا الفن القتالي الجديد حتى أن فوناكوشي استقر في طوكيو وقام بتدريس فن الكاراتيه في العديد من الجامعات ، ووضع لها قواعد ونظم في الكتب التي ألفها يتبعها معظم ممارسين لعبة الكاراتيه في العالم حتى الآن .
وقد ولد فوناكوشي في عام 1868م في مدينة شوري – العاصمة الملكية لجزر أوكيناوا - أما وفاته فكانت في عام 1957م بعد أن كرس جل حياته في خدمة وتطوير فن الكاراتيه .
--------------------------------------------------------------------------------
تاريخ الكاراتيه في الوطن العربي
عرف الوطن العربي رياضة الكاراتيه في الستينيات ‘ فيعتبر القطر السوري أول دولة عربية دخلت لعبة الكاراتيه فيه وكان ذلك عام 1964م وذلك عن طريق معلم الكاراتيه السوري ( شمس دين سوفاناتي ) الذي تعلم هذا الفن في اليابان ، وأدخلت الكاراتيه بشكل رسمي في جمهورية مصر العربية عام 1974م وأقيمت أول بطولة على مستوى الجمهورية ،كما أدخلت في مملكة العربية السعودية عام 1969م عن طرق الأستاذ محمد الفائز القليش (رئيس الاتحادي العربي والسعودي للكاراتيه حالياً) و انتشرت اللعبة إلى باقي الدوال العربية مثل لبنان والسودان وغيرها ،و ساعد على انتشارها اليابانيون الذين قدموا إلى الدول العربية من أبرزهم ( هيديكي أوكاموتو ) الذي تعاون منذ نهاية الستينات مع الكثير من المدربين الكاراتيه في أرجاء الوطن العربي حتى ألان.
-------------------------------------------------------------------------------
أهمية الكاراتيه
لا يعد الكاراتيه مجرد وسيلة فعالة للدفاع عن النفس فحسب ولكنه يمنح من يمارسه الفرصة لتبني أسلوب متزن وصحي للحياة يعتمد على التوافق الجسد والعقل والروح كما يساعد الكاراتيه على توفر بيئة مناسبة لتعلم وممارسة المهارات اللازمة في الحياة الواقعية مثل الانضباط والاستقامة التواضع والإخلاص واحترام والآخرين وكذلك الإيجابية في التعامل مع المواقف المختلفة ، ويشجع الكثير من الآباء أبناءهم على ممارسة رياضة الكاراتيه حيث إنه من الرياضات الجميلة التي تسعد من يمارسها وتنشئ لاعباً متزناً ذهنياً و جسدياً ، ويلاءم الكاراتيه كلا الجنسين وجميع مراحل العمرية ( من ثمان سنوات فأكثر ) .
[/b][/b]